تُعتبر الحوادث الأمنية غير المتوقعة، مثل الحادث المؤسف الذي وقع في فرع بنك مصر بالفيوم أمس، بمثابة جرس إنذار للمؤسسات المصرفية ، هذه الحوادث تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الإجراءات الاحترازية داخل البنوك، لضمان سلامة العملاء والموظفين على حد سواء.
وفي ظل التحديات الأمنية المتزايدة، يُعد اتخاذ تدابير وقائية صارمة خطوة ضرورية للحفاظ على الأمن وحماية الممتلكات .
الحادث الذي أدى إلى استشهاد ضابط شرطة أثناء محاولته فض مشاجرة داخل البنك، يبرز أهمية التركيز على الوقاية والتخطيط الدقيق للتعامل مع المواقف الطارئة، والتي تتطلب العديد من الإجراءات تشمل الأجهزة التكنولوجية الحديثة والتدريب المستمر للأفراد لضمان أن تكون المؤسسات المصرفية آمنة.
من جانبه، قال الخبير المصرفي هاني أبوالفتوح إن البنوك تعتمد على منظومة متكاملة للكشف عن الأسلحة والمتفجرات تشمل بوابات الكشف عن المعادن التي تُعد خط الدفاع الأول، حيث تُصدر إنذارًا عند مرور أي جسم معدني، مما يمكن أفراد الأمن من التدخل والتفتيش.
وأكد أبوالفتوح في تصريحات خاصة لـ"المصير" أنه تُستخدم أجهزة التفتيش بالأشعة السينية داخل البنوك لفحص الحقائب والمتعلقات الشخصية بدقة وللكشف عن محتوياتها دون الحاجة إلى فتحها، كما تُستخدم كاميرات المراقبة المتطورة لمراقبة جميع أنحاء البنك على مدار الساعة مع إمكانية التسجيل والتخزين لفترات طويلة، مما يساعد في رصد أي سلوك مشتبه به.
وأضاف الخبير المصرفي أن أفراد الأمن يشكلون العنصر البشري في المنظومة الأمنية، مع ضرورة إجراء تدريبات مكثفة ومستمرة على كيفية التعامل مع المواقف الطارئة واكتشاف السلوكيات المريبة واستخدام أجهزة الكشف.
وقال الخبير المصرفي أنه بالإضافة إلى الأجهزة، يُعد التدريب الجيد للموظفين على اكتشاف السلوكيات المريبة أمرًا بالغ الأهمية، ويجب أن يكون الموظفون قادرين على ملاحظة علامات التوتر والقلق مثل العصبية الزائدة والتردد وتجنب التواصل البصري والتعرق المفرط. كما يجب ملاحظة حركات الجسم غير الطبيعية كوضع اليد بشكل مستمر على منطقة معينة أو الحركات المريبة داخل البنك أو محاولة إخفاء شيء ما تحت الملابس، وكذلك المظهر غير الملائم كارتداء ملابس ثقيلة في طقس حار أو ارتداء أقنعة أو قبعات تُخفي الوجه بشكل كامل. وأخيرًا، التركيز المبالغ فيه على نقاط معينة مثل تفحص المكان بشكل مريب مع التركيز على أماكن تواجد الموظفين أو العملاء أو الخزائن.
وأكد أبوالفتوح أنه لمنع تكرار حوادث العنف داخل البنوك يجب اتخاذ إجراءات تشمل تشديد إجراءات التفتيش برفع مستوى حساسية أجهزة الكشف عن المعادن وتدريب أفراد الأمن على التفتيش اليدوي الدقيق عند الضرورة وزيادة عدد أفراد الأمن وتوزيعهم بشكل استراتيجي خاصة في الفروع الكبيرة والمزدحمة، إضافة إلى توزيعهم في نقاط مختلفة داخل الفرع والتدريب المستمر والشامل للموظفين بحيث يشمل التدريب التعامل مع المواقف الطارئة وإدارة الأزمات والتواصل الفعّال مع العملاء واكتشاف السلوكيات المريبة.
وشدد الخبير المصرفي على أهمية تحديث أنظمة المراقبة باستمرار باستخدام أحدث التقنيات في كاميرات المراقبة مثل تقنيات التعرف على الوجه وتحليل السلوك والتنسيق المحكم مع قوات الأمن بوضع خطط طوارئ محكمة بالتعاون مع الشرطة وتحديد آليات التواصل والتدخل السريع ومراجعة دورية لإجراءات العمل بتحليل نقاط الضعف في الإجراءات الحالية وتحديثها بشكل مستمر.
كما أكد أبوالفتوح على ضرورة أن تُولي البنوك أقصى درجات الاهتمام بالأمن والسلامة من خلال الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والتدريب الجيد للعاملين والتنسيق المحكم مع الجهات الأمنية، مما يمكن من تقليل احتمالية وقوع حوادث العنف داخل البنوك بشكل كبير.